الرحمان ... الاسم المفرد الذي لا يطلق إلا عليه جل جلاله ... تماما كما "الله" ...
وسعت رحمته كل شيئ ... أرسل رسوله رحمة للعالمين ... كل العوالم ... بشرا وحيوانا ونباتا وحجرا ... ظاهرا وباطنا ... ملموسا ومحسوسا ومتصورا وغير متصور ...
بعباده رؤوف رحيم ... وبالمؤمنين رحيما ... يرحم ويحب الراحمين، ويجازي على فعل الرحمة أضعافا كثيرة ... الرحمة بالانسان، والحيوان، والنبات، ولما لا الجماد ... فما دام كل شيئ يسبح بحمده ... فكل ما تحسن معاملته، ولا تفسده، أو تفسد فيه، أو تعتدي عليه بدون منفعة غالبة يستحق الرحمة، ويجازى الراحم به أضعافا كثيرة ... وفي الحديث يسأل الطير الذي قتل بدون منفعة قاتله يوم القيامة: "لم قتلتني؟" ...
وعن الأرحام قال سبحانه في الحديث القدسي : شققت إسمها من إسمي (رحمان ورحم) "من وصلها وصلته ومن قطعها قطعته" ...
يا لعطاء الله ... بنى كونه على الرحمة، وأرسل رسله رحمة، وسبقت رحمته عذابه، وثوابه عقابه، وجنته ناره ... ومع ذلك ترك لأكرم مخلوقاته حرية اختياره، وحاسبه على كسبه محاسبة الرحمن ... فجازى السيئة بمثلها، وجازى عند العدول عنها بحسنة، وجازى عن الحسنة عشر أمثالها والله يضاعف لمن يشاء ... جازى عن النية الحسنة، والقول الحسن، والفعل الحسن ... جازى عن الترك حسنة، وجازى عن الإتيان حسنات ... ولا يفعل ذلك إلا الرحمان الكريم المنان ...
يا لعطاء الرحمن ... خلقت رحمة، وخلقت للرحمة، وأرسلت رحمة، وحاسبت رحمة ... فلم عبادك يجهلون ويكفرون ويظلمون؟ فلم عبادك يجزعون ويهلعون وبمنعون؟ لم عبادك ينفرون ولا يبشرون ويصدون ولا يدعون ويبعدون ولا يقربون؟
إن الظلم كل الظلم، والجحود كل الجحود، في قلوب وعقول شوهت دين الرحمة، وتنكرت لأمانة حملتها، وخلافة عن الله استلمتها ...
تاريخ أول نشر 14\4\2023