دعاني بعض الأصدقاء إلى الرد على ما كاله بن عاشور من اتهامات للنهضة في بودكاست رشمة ... فقد حجب عنها كل فضيلة واتهمها مغاليا بما لم تأته، بل وصل به الأمر إلى اعتبار ديمقراطية عشرية الأنتقال الديمقراطي، ديمقراطية زائفة ... لا بل إنه لم يتورع عن ترديد الاتهامات المفبركة الظالمة التي يقبع بسببها الأحرار خلف القضبان كقضية التسفير المزيفة ؟؟؟؟؟
وكل ذلك تجن فاضح منه على العشرية وعلى دور النهضة فيها، حين يتم كل ذلك ودون أن يشير ولو إشارة عابرة للكيد الذي مورس على النهضة والتجربة برمتها، والذي وصل حد سفك الدماء المحرمة والإرهاب الأحمر و30000 إضراب شلت الحياة الإقتصادية وإعلام عهر وفجور وتدمير ممنهج للعقول وللقلوب ...
كيف استقام له في عقله غض الطرف عن كل ذلك ليتهم النهضة ظلما باستغلال الحكم لمصالحها وتملكها للسلطة تملكا كاملا ؟ كيف يغض الطرف عن أول حكومة ائتلافية بين الاسلاميين والعلمانيين في العالم العربي والاسلامي؟
كيف تعمى بصيرته عن جهود النهضة في إشراك الجميع في كل عمل قامت به أو أشرفت عليه أو أدارته في الحكومة أو البرلمان ...
كيف يغض الطرف عن العمل التشاركي النموذجي لإعداد دستور البلاد بطريقة متفردة في العالم العربي والاسلامي ؟
كيف يغض الطرف عن تعاملها معه هو بالذات من الاحترام والتقدير والاستشارة؟
كيف يتجاهل إقدام النهضة على التخلي عن الحكم وقد أخذته بصندوق الاقتراع الحر النزيه والشفاف وبقانون انتخابي فصله هو ومن معه لتحجيم دورها هي بالذات وقد اعترف بذلك؟
إنه لعجب عاجب أن تمتدح النهضة في المحافل الدولية وفي المنابر الأكاديمية الدولية وأن تبخس في أرضها وبين نخبة بلدها .... استمعت لأغلب حوارات العميد بن عاشور وقرأت كتبه الرئيسية وخاصة تلك التي تعرضت للثورة، وقد هالني الإصرار على تقديم الصورة التبخيسية للنهضة، حيث لم أظفر ولو بإشارة يتيمة تذكر فيها إيجابية للنهضة ... ناهيك عن الرسائل المضمرة في الخطاب وفي صيغ التعبير والتي تنضح كلها بالتهجين والدونية والتعالي .... وفي المقابل فإن النهضة كحزب وأبناؤها وأنصارها لم يغمطوا العميد حقه، وأشادوا بموقفه حين تجب الإشادة، ومنها موقفه من الانقلاب وما انجر عنه ... لكنه في المقابل لما ضاق بالنقد الذي قوبل به موقفه من الانقلاب وما فعل، انفلتت من لسانه تلك الجملة المعبرة : اللي يقول الحق تقولوا عليه نهضة !
في ما يلي نصان كنت كتبتهما منذ أشهر تعليقا على بعض حواراته تجدونهما في موقع منظار :
https://shorturl.at/LiZBF
https://shorturl.at/o2PGl
تاريخ أول نشر 2024/11/25