search

القافلة انتصرت ... حتى وإن أوقفت دون هدفها

قافلة الصمود تجاوزت أحلام منظميها، وبلغت رسالتها كأحسن ما يكون التبليغ، وكشفت عن أن روح المقاومة والصمود لم تخمد نارها في شعوبنا، وأنها لن تخمد ولن تتوقف عن تمددها وإحراق كل جيوب الخنوع والذل والعار والهزيمة لأنظمة ذليلة وخانعة ومتواطئة مع العدو.

سمعت أحد منظمي الحملة يقول: عندما راودتنا الفكرة، لم نكن نحلم بأكثر من بضعة سيارات لن يجاوز سيرها محطة دفع "بياج" هرقلة ( أقل من 200 كلم بعدا عن العاصمة) ...

لكن الحملة اخترقت كل التوقعات، ووصلت لذلك الزخم الكبير، وأظهرت في طريق سيرها ما يختزنه الشعب التونسي من استعداد للبذل والتضحية لقضية الأمة الأولى ...

اما ما حصل في ليبيا فقد تجاوز حدود الخيال، ما حصل في ليبيا لن يمحى من الذاكرة، لقد أظهر الليبيون اعز وأنقى ما فيهم من نبل وشهامة ورجولة، ليست غريبة عنهم بالتأكيد، ولكنها كانت فرصة كي يظهروا وجها يكاد يكون قد غاب منذ انتصار ثورتهم ودخولهم اتون فتنة لا يستحقونها.

هذه أمة حية بينها وبين الموت عداء وجودي ... فلا تفرحوا يا طغاة العالم ... لن تهنأوا يوما كما لم تهنأوا يوما منذ اغتصبتم أرضنا ...

أن يرفض عبد الفتاح السيسي ونظامه استقبال القافلة، فذلك ما يليق به. ولم يكن هناك أمل أن تستفيق نخوته وتستيقظ رجولته ... لا بل لم يكن هناك أمل أن يرشد عقله فيتصرف بحكمة وان لا يطلق عصابة إعلامه الفاجر ليرسل اتهاماته المجانية كالعادة ويجعل من قافلة شعبية مبتدأ وخبرا مؤامرة إخوانية ضد مصر وضد بقية الأنظمة ...

يا لبلاهة القوم وسخفهم وحماقتهم ...

شرف الإخوان المسلمين أن يكونوا الشماعة التي يعلق عليها هؤلاء خيانتهم وتخاذلهم وتواطأهم مع العدو الغاصب ....

شرف الإخوان أن تلصق بهم تهم العمالة لفلسطين وغزة وحماس ...

شرف الإخوان أن يتهموا بانهم محرضون على الجهاد في فلسطين ...

شرف الإخوان أن يتهموا بأنهم وراء مبادرات الأمة وشعوبها الحية في كسر الطوق ومقاومة مخططات الإبادة ....

لكنه شرف لا يدعونه ...

يكفيهم انهم لبنة في جدار الصمود ويدا من بين أيادي العطاء ... يكفيهم ان يكونوا بين أمتهم لا عليها، يكفيهم ان يكونوا صوتا بين اصواتها الحرة التي تنطق بالحق، وتقول الصدق، لا شهداء زور ومضللين ومخذلين.

القافلة أدت ما عليها وزيادة ... والقافلة لن تتوقف ... قد تتوقف حافلاتها وعرباتها عن المسير شرقا، لكنها ستتوغل في قلوب وعقول أبناء الأمة، وستكشف عن إبداعات أخرى لأمة لا تحدها الحدود، ولا توقفها السدود، ولا ترضخ لظالم، ولا تتولى يوم الزحف ...

التونسيون الذين أطلقوا شرارة حملة الصمود لن يسكتوا ولن يصمتوا ... وكذلك باقي شعوب الأمة ....

ما ألهمته قالفة الصمود لأمتنا، هو أنه لا حدود للمقاومة، ولا سقف للمبادرة، والجهاد ماض حتى النصر ... ماض إلى يوم القيامة ....

تاريخ أول نشر 2025/6/12