تحدث الكثير من الأصدقاء بألم و حرقة كيف أن النخبة و على رأسها حركة النهضة "تبيع المرزوقي في سوق النخاسة " ،و كل ما أستطيع تبريره في مقالتهم ،أنهم يعنون بأنهم "يحاولون بيعه" ، و لكن هيهات ... من يحاولون ذلك لم يدرو أنهم هم من يقومون يعرض أنفسهم للبيع طوعا في فيترينات " مولات " السياسة العبرية عفوا العربية . ليفعلوا ما يخيل لأنفسهم أنهم يقومون به عن وعي و هم في الحقيقة مقادون له من خلال سياسة الانحدار - بلاش انحدار خليها تدحرج لعلها أهون -التي وضعوا فيها أنفسهم ضدا على وعيهم الفردي و الجمعي و ضدا على تاريخهم و ما بنوه في عقول و قلوب خاصتهم و عامتهم بل و عامة الشعب و الأمة.
ليفعلوا كل ذلك فالمرزوقي أرفع و أعلى من أن تمس شعرة منه لما يفعلون، طالما أنه مستهد بضمير الأمة و بروح الأمة و تاريخها الناصع الوضيئ لا صفحات كتابها السود المليئة بالسذاجة و الخيانة و الانحدار. سيبقى المرزوقي مرفوع الهامة و سينتصر حتما لآن وراءه المجد التليد يحرسه و أمامه شباب لم يتمرغ في أوحال النخبة و لا تنحني هامته لـ"يبوس" خدود و جباه أصنامها.
المرزوقي لا يباع و لا يشترى لأنه خبرهم واحدا واحدا من أقصاهم إلى أقصاهم و كان نظره سديدا عندما ربط نفسه " بشعوبهم " و لم يرض لنفسه أن ينادمهم في أوكار عارهم .
لا شك أنه يعلم أن طريقه صعب المسالك متشعب المفارق ،لكنه يعلم أن للتاريخ منعطفات و للشعوب إرادات تتجلى لمن يملك نظاراتها الخاصة و هو لعمري يملك تلك النظارة .
المرزوقي لا يباع و لا يشترى أخي الشيخ بريك و أخي شاكر و آخرون و سينتصر لأنه عنوان لمرحلة و لشعب أراد الحياة .