search

المرزوقي يحذر فرنسا من مساندتها للانقلاب

استمعت كما استمع غيري لتدخل المرزوقي اليوم في الوقفة الاحتجاجية بباريس ضد الانقلاب وفيها الخطاب الذي وجهه للفرنسيين الذي اعتبره بعض الاصدقاء غير مقبول بل حتى سقوطا مدويا. لكنني لم افهمه على تلك الصورة ولا ارى معقولية في التجني المبالغ فيه عليه. هو خطاب ديبلوماسي يمكن ان تفهمه حتى كنوع من التحذير للحكومة الفرنسية من مغبة دعم الانقلاب، كما أن جزءا منه يفهم في اطار حث القوى المدنية الفرنسية المناصرة للديمقراطية والثورة في تونس.

توجه المرزوقي بخطاب للفرنسيين وهو يعلم جيدا ما تدبره فرنسا في العلن وفي الخفاء من اجل الحفاظ على مصالحها، كما أنه يعلم الخطط التي تعد وغرف السيطرة والتحكم التي يشترك فيها لفيف من المنظمات والاحزاب السياسية التونسية وعمودها الفقري خطط استئصال خصم سياسي ولو على حساب الديمقراطية.

للاسف فإن نصف من يعارضون قيس وانتابهم الحزن بعد فرحهم بـ 25 يوليو، هو أنه سواهم بمن كانوا ينتظرون استئصالهم . لذلك فإنهم يعارضون قيس على قاعدة انقلابهم الذي يعني عندهم استئصال النهضة. ولكنه حشرهم بإجراءات 22 سبتمبر مع النهضة في مركب واحد. وأولائك هم من يطوفون على موائد فرنسا ويسكرون حتى الثمالى بخمرتها اليعقوبية المعتقة. والمرزوقي لا يخفى عليه ذلك بل يعلمه علم اليقين.

كان المرزوقي واضحا في نقده الذاتي لتجربته، وفي نقده لما قبل يوم 25 يوليو، ولا يدعو البتتة للعودة للوراء، ولكنه يدعو الى عدم الانقلاب على الدستور وعودة الشرعية لصاحب السيادة، لتجديد سلطات الحكم الثلاث بدون وصاية عليه.

يدفع المروقي دائما ثمن صراحته وجرأته، ودخوله معاقل طبقة علمانية يعقوبية استئصالية، رضيت بأن تكون خادما لمصالح فرنسا، ولا ترى لنفسها مكانة الا في احضانها.

وأشد ما يقض مضجع الطبقة العلمانية الاستئصالية، هو ان يتجرأ أحد الى الدخول الى معاقلها، وهو ما يجعلهم يحنقون على المرزوقي والغنوشي.

تاريخ أول نشر 2021/10/9