search

خطاب صادم ... من ينصح الرئيس قبل فوات الأوان ؟

خطاب الرئيس أمس في سيدي بوزيد، صادم في لغته ومبالغاتها الوصفية، التي لا تليق بالخطابات الرسمية ... متمحور حول ذاته، في الوقت الذي عليه أن يتكلم باسم الدولة وباسم المؤسسة التي يمثلها ... فيه استعداء لمؤسسات الدولة الأخرى، وتهجم على الطبقة السياسية، وافتعال معارك معها، في الوقت الذي عليه أن يكون مجمعا بنص الدستور وكما وعد هو نفسه، وأن يلعب دورا في حلحلة الأمور لا في اهتبال الفرصة لإدانتها ومواجهتها في خطاب شعبي !.... حديثه عن المؤامرات عليه وبلغة مبهمة لن يزيد الوضع إلا تعقيدا، لكنه يحيل على "خطابات العنتريات العربية" في الستينات، حيث الحديث عن المؤامرات هو السلعة الرائجة للتغطية عن العجز ولشراء صمت الجماهير من حوله وكسب ولائها بالشعارات ....  

بالجملة يأتي هذا الخطاب تأكيدا لجملة من القرارات التي قام بها الرئيس منذ استلامه لمنصبه .... إيصاد باب الديبلوماسية برفض استقبال ممثلي دول ورفض الذهاب لمؤتمر برلين الخاص بالموضوع الليبي .... رفض دعوة مؤسسة رجال الاعمال لرعاية احد مؤتمراتها السنوية المهمة ورفض استقبال بعض ضيوفها المهمين مثل الرئيس السابق التركي ورئيس الوزراء اليوناني السابق ... "مماحكات" مستفربة مع رئاسة البرلمان كالتدخل لإلغاء دعوة من دولة أوروبية ، ورفض استخراج جوازات السفر الديبلوماسية للنواب وهو إجراء روتيني وتمت استشارته قبل تقديم الطلب ليفاجأوا برده الرافض، اجتماع بمجلس الأمن القومي في شكل اجتماع قيادات أمنية تجنبا لحضور رئيس البرلمان ....

أشياء غريبة من هذا النوع لا تصدر في الأصل عن مؤسسات حكومية عليا فضلا عن مؤسسة رئاسة الدولة وبخاصة من رئيسها ولا تنم عن تعامل بحس التعاون مع من يفرض الدستور التعاون معهم ...

تاريخ أول نشر 2019/12/18