قديما قال الشاعر العربي :
عدائي لهم فضل علي ومنة #### فلا قطع الله علي الاعادي
هم بحثوا عن زلتي فاجتنبتها ### وهم نافسوني فارتقيت المعالي
ربما يبدو ما يثيره بعض خصوم المرجعية الاسلامية من قضايا وما يطالبون به من "إصلاحات" دستورية وقانونية دافعا لدى البعض لاغلاق كل منافذ " المراجعة " لمنظوماتنا الفقهية والقانونية اعتمادا على كون المطالَبين بها خصوم يستهدفون اصل المرجعية وليس فقط الاصلاح . ويَرَوْن ان التمترس بالقديم وإغلاق منافذ الاستماع لوجه الصواب في دعواهم اسلم المواقف وأقوم المسالك . لكن النوايا السيئة لا تنطلق دائماً من مقدمات خاطئة بل لعلها في كثير من الأحيان ولكي تضمن النجاح لدعواها فإنها تنطلق من وقائع ومنطلقات حقيقية بقطع النظر عن درجة ذلك .
استمع واقرا كثيرا لحجج البعض في عدم مجارات الخصوم في الإشكاليات التي يطرحونها بدعوى ان "الاصلاح تحت الضغط" يفيد الخصوم اكثر مما يفيد الأمة . ولكن الاصلاح عموما لا يحصل الا في فترات المدافعة ولا يأتي الا في لحظات الضغط الخارجي لان "البنيات الاجتماعية محافظة بطبيعتها" تفضل الاستقرار على التغيير والمألوف على الجديد بل قد تستطيب العيش على ما وجد عليه الآباء والاجداد .
من الطبيعي ان ناخذ بعين الاعتبار خطط الخصوم واستراتيجياتهم ولكن ليس دائماً خطط الدفاع القائمة على التمترس وراء ما انت عليه ناجحة، خاصة اذا كانت خطط الخصوم تنطلق من ثغرات حقيقية.
تقود الكثير من ردود افعالنا عقدة الخوف على الاسلام لأننا نقدر ان خصومنا يستهدفون ذلك ..... لكنني اقدر ان هذا الخوف مرضي وهو اقرب للوصاية على الاسلام من الخوف عليه.... والاسلام اكبر من ان تحميه وصايتنا او ينال منه كيد خصومنا .... واذا كان لا بد من الخوف فلنخف على الاسلام من جمودنا وعجزنا وكسلنا ووصايتنا ...
تاريخ أول نشر 2018/8/19