أنتظر البعض خطاب الملك المغربي في افتتاح الدورة البرلمانبة الجديدة، واوقفت حركة جيل زد 2012 تحركاتها احتراما وتقديرا لمقامه وانتظارا لرده على مطالبها.
لكن الخطاب، وكما كان ينتظره العارفون بخبرة المخزن العريقة، مر "مرور الكرام" على مطالب الحركة، مكررا كلاما غالبا لا تخلوا منه أي خطابات من هذا القبيل.
المخزن الحريص على هيبته، وعلى سنته في التفاعل مع مناطق "السيبة"، حتى وإن أصبحت الآن أحزمة تحيط بالمدن، وتطل على أحياء الاوليغارشية، ليس في تقاليده الاستجابة لمطالبهم، وإذا اضطر فسيحولها أولا إلى عطايا يمن بها عليهم، تمنح لرعايا من أجل إخضاعهم لا غير . ولكن ليس قبل تأديبهم على جرأتهم، واستبدالهم التمسح بالاعتاب الشريفة، برفع الصوت فما بالك حين يصرخون ويضجون.
المخزن الذي يقف وراء كل شاردة وواردة، ويرعى كل "صراعات" المال والجاه، ويسميه بعض "الجريئين" بالتحكم وليس باسمه، قادر على إخضاع الشعب الكريم، ولكنه اعجز ما يكون عن إخضاع التماسيح التي تربت في بركه الآسنة.
لا جديد في سماء المملكة التي انتهت نخبتها "المعارضة" التي حلمت بالاصلاح ( ناهيك عن التغيير) يوما، ودفعت في سبيل ذلك الكثير من الدماء والعذابات، إلى صور كالحة "تزين" وجه المخزن الكسيح.
ان جيل زد، الذي لا يملك إلا صدورا عارية، ودماء فائرة، وعقولا رافضة، وقلوبا ناشزة، في امتحان مع التاريخ: هل يكون سطرا مكررا في حركة النضال من أجل الحرية والكرامة، أم سيكون مدماكا يعبد الطريق الموصل إليهما؟
تاريخ أول نشر 2025/10/11