لن يبرح الاسلاميون الساحة ... فهم نبت أصيل من تراب وطن أصيل ... وشعب أصيل ... لن يخون تاريخه وعزه وكرامته ....
لن يبرح الاسلاميون الساحة وهم عمود تيار الهوية والمحافظة ... بل سيكونون أصلب عودا ... وأقوى عزيمة ... وأكثر خبرة وتجربة ...
لن يبرح الاسلاميون الساحة ... فلم يخرجهم منها "سياسيا" صندوق الانتخاب، المعبر الوحيد عن السيادة الحرة لشعب حر .... وإنما أخرجوا بتآمر الليل والنهار، والداخل والخارج، مع تقصير في القدرة على مواجهة ذلك التآمر ، وانحراف عن قيم أصيلة بها عرفوا ولها انتخبوا ....
سيكون الاسلاميون الأكثر عظة من تجربة النهضة، والأكثر وعيا بقصورها، والأكثر استعدادا للتجدد خارج كيانها الضيق ....
سيستعيد الاسلاميون حقيقتهم بأنهم أكبر من حزب وأكبر من تنظيم وأكبر من جماعة ... وسينطلقون كما تنطلق الطيور التي كانت محبوسة في قفص، ضيق عليها أنفاسها، وقيد حركتها، وعقٓل عقلها الحر .... سيعودون طلقاء كطيف النسيم ... احرارا كنسور الغاب الجميل، يرتادون القمم ويعافون الجيف ....
لن يبرح الاسلاميون الساحة .... وسيستعيدون ثقة شعبهم فيهم .... بل إنه سيستدعيهم ليحملهم المسؤولية من جديد وفي وقت ليس ببعيد ... وقد تبين له "الخيط الأبيض من الخيط الأسود" ... وتبين له حجم التآمر والتضليل والتلبيس الذي مورس عليه .... وحجم الكذب والبهتان ... وتبين له انهم على دخنهم أطهر من اطهرهم ....
سيستدعيهم بعد ما يتبين له انه استبدل الضعيف بالأسوء أمانة و قوة ... وان الذين ثار عليهم عادوا له بثوب صفيق من الخيانة والغدر ....
سيستدعيهم وقد رأى فيهم استعادة استمساكهم بحبلهم المتين ... حبل مرجعية الاسلام العظيم ... حبل القيم والمبادئ والأخلاق التي نادوا بها يوما، وتتعتعوا عنها امام حمم تجربة الحكم ....
سيستدعيهم شعبهم، وقد رأى منهم اعترافا بالخطأ، وعزما على تخطيه، ووعيا بالتحديات، وقدرة على اجتراح البدائل الفاعلة والمقنعة ....
سيستدعيهم شعبهم، وقد رأى منهم ثباتا على خيارات الحوار والتعاون والتشارك، ونبذا للفرقة والثأر والاستئصال .... وإيمانا بأن تونس للجميع ....
سيستدعيهم شعبهم، قريبا بعد أن يجرب "الحلول المستوردة"، التي لن تصنع سيادة، ولن تبني منوالا اجتماعيا اقتصاديا ناهضا .....
سيحتفط الاسلاميون بكل القيم النبيلة التي مارسوها، وسيتجاوزون ما ارتدت اليه تجربتهم من نكوص عن الديمقراطية التي آمنوا بها، وسيطبقونها في كياناتهم قبل تطبيقها في المجتمع ....
لن يبرح الاسلاميون ساحة الحرية والديمقراطية والحوار والتشارك، وسيستميتون من أجل السيادة والكرامة والوحدة ...
وسيكونون لخير تونس، وجمال تونس، وعزة تونس ... تونس العربية المسلمة ... تونس الحرية والكرامة ...
"ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله"
تاريخ أول نشر 2021/8/18