search

ليس عيبا أن نعترف بأننا خدعنا .... والمرء يخدع ... وكذلك الشعوب

كتب المحلل السياسي الحبيب بوعجيلة تدوينة صغيرة يعيب فيها على جريدة الصباح نشرها لحوار صحفي مع المدير التنفيذي لحزب "الشعب يريد" والذي قال فيه بالخصوص أن قيس سعيد تلقى دعما من دولة أجنبية. وقد اعتبر ذلك "اتهاما رخيصا" وتشكيكا في ارادة الشعب التونسي التي جاءت به رئيسا.

لا يمكن أن يشك أحد في أن "الاخشيدي" جاءت به صناديق الاقتراع، ولم يأت على ظهر دبابة. لكن الجميع يعلم أنه جاء من خلال عملية استقطاب حاد، وإثر "عملية مضاربة" عالية الدقة. وليس عيبا أن يخدع الشعب كما يخدع أي إنسان وأي شعب وما أكثر الحالات في التاريخ. ومنها استل أعداء الديمقراطية حجتهم، في أنه قد تأتي الديمقراطية بأعدائها إثر عملية تلاعب بالعقول والقلوب.

لم يعد خافيا على أحد أننا خدعنا، وأننا جلبنا بأصواتنا نقيض إرادتنا.

ورقات التوت تسقط ورقة ورقة لتكشف لنا الحقيقة عارية. لم يعد هناك أي معنى للتنكر لها. لقد تكفل الإخشيدي نفسه بتقديمها لنا مع كل خطوة يخطوها بعظمة لسانه وبخطواته وحركاته المسترابة والبهلوانية، ببطانته التي لا تخجل من أن تمارس كل البوائق السياسية.

نحن الآن تجاوزنا الشك إلى اليقين، بعد أن انهدت الأسوار التي كانت تحفظ له صفتي : الصدق والنظافة... لم يعد لا صادقا ولا نظيفا... لم يتورع عن إخفاء الحقيقة لا بل وإتيان نقيضها... لم يعد لا الأنظف ولا النظيف بعد أن تستر على الفاسدين وتمسك بالفاسدين ....


خلال ثلاثة أيام ارتكب الكبائر السياسية والأخلاقية : تستر وعاند وكذب في موضوع التلاقيح الاماراتية ... وسطا وادعى وكذب في موضوع التلاقيح الروسية ... وتجاوز وعاند وتستر في موضوع الامني السابق الذي رفضت قبوله سفيرا احد الدول الاوروبية لسجله الاسود في حقوق الانسان، وعينه سفيرا في بلد عربي سجله هو أيضا أسود في حقوق الانسان ...

لست اشك لحظة أنه لن يكف عن السقوط، ولن يكف عن المكابرة، وسيزداد بعدا عن الصدق وسيزداد التصاقا بالفساد ...

لكنني أشك أن الطبقة السياسية ستتحمل مسؤوليتها، وتقوم بما يمليه عليها الدستور والقانون والشعب الذي تمثله من إبعاده سريعا حتى لا يزداد اثخانا في جسد دولة تأتيها السهام من كل جانب ....

تاريخ أول نشر 9\3\2021