search

ليس لفلسطين من مدافع غير الله ... ثم شعبها المرابط

كتب ياسر الزعاترة أمس بتاريخ 2025/12/6 ما يلي: "تطوّر لافت إذا تمّ البناء عليه.. في الخطاب المصري والتركي والقطري (اليوم) قدر من الإيحاء بإدراك التناقض القائم بين نتنياهو وبين ترامب، وتحذير من مغبّة الانقلاب على اتفاق غزة، بجانب التحذير من نوايا التهجير." ثم كتب اليوم 2025/12/7 ما يلي: "مهزلة "الضامنين" في قضية نزع السلاح! تكرار هذه القضية على لسان مسؤولين من الدول الثلاث الضامنة لاتفاق غزة هو ضرب من الخضوع لجنون ترامب وصهْينته، بصرف النظر عن توقيت "النزع" أو النوايا."

ياسر الزعاترة الذي لا يكتب بعيدا عن هواجس المقاومة وانتظاراتها يعكس "التحدي الرهيب" الذي تواجهه هذه الأخيرة بين نظم تتحرك تحت السقف الأمريكي ووفق رغباته وهو الذي يخضع لإرادة الكيان وينفذ رغباته ... يعني أنها في المحصلة تتحرك تحت السقف الذي وضعه الكيان وتقوم بـ " مناورات" بلهاء أغلبها لا يتعدى التلاعب بالكلمات والذهاب بها صعودا ونزولا ....

تأملت هذه الأيام في مسار القضية التي بلغت القرن ونيف ووجدت أن الموضوع لم يتغير جوهريا في أي من فواعله عدا تعاطي المقاومة وهو شأنها تاريخيا حيث كانت تقوم بكل ما لديها من إمكانيات ولكنها تواجه دائما بميزان القوى المختل دائما لصالح الكيان والذي يبدأ من الأنظمة التي مهما اختلفت فإنها تتحرك تحت سقوف تجعل القضية عمليا مسألة ثانوية ولا تستنكف جميعها من إيجاد المبررات لتسويغ عمالتها وخضوعها وذلتها ولا يغرننا "التفاوت" الظاهري بينها...

وحدهم الفلسطينيون الذين يحملون القضية في قلوبهم وعقولهم وشعارهم " إذا خلا سيد قام سيد" ....

استمعت بالأمس إلى الشهيد أبو إياد وهو يشرح أبعاد قرار المنظمة إعلان الدولة الفلسطينية والتنازلات التي قدموها بسبب ذلك ... وبقطع النظر عن المسار فقد قدم فيها بكل مرارة ما يعانيه الفلسطينيون شعبا ومقاومة من الدول العربية ... وأزيد أنا : والدول الإسلامية.

لا شك أن الطوفان قد أحدث شروخا كبيرة في ميزان القوى ولا شك أيضا أن الكيان وداعميه وعلى رأسهم أمريكا قد أدركت ذلك وهي تواجهه بكل ما تملك من إمكانيات مادية ومعنوية. ولعل أحد الاستخلاصات المهمة من حدث 7 أكتوبر هو ما انعكس على استرتيجية الأمن القومي الأمريكي التي نشرت قبل يومين، حيث تحدثت عن استراتيجيتها في الشرق الأوسط، وأهم فقرة في ذلك المحور هي ما يلي : "يظهر شركاء الشرق الأوسط التزامهم بمحاربة التطرف، وهو خط يجب أن تستمر السياسة الأمريكية في تشجيعه. لكن تحقيق ذلك يتطلب التوقف عن تجربة أمريكا الخاطئة من قبل في إجبار هذه الدول—وخاصة دول الخليج—على التخلي عن تقاليدها وأشكال حكمها التاريخية. يجب علينا تشجيع الإصلاح والثناء عليه حين يظهر بشكل عضوي، دون محاولة فرضه من الخارج. فالمفتاح لعلاقات ناجحة مع الشرق الأوسط هو قبول المنطقة وقادتها ودولها كما هي، والعمل معًا في مجالات المصالح المشتركة."

تلك هي خطة الكيان وأمريكا للتعامل مع مخلفات 7 أكتوبر أن تترك لطغاة المنطقة يعبثون بشعوبها كما يريدون ... "قبول المنطقة وقادتها ودولها كما هي" ...

كلنا طرنا فرحا بـ 7 أكتوبر ... كلنا قلنا أصبحت الصلاة في المسجد الأقصى قاب قوسين ... وكلنا لم نتجاوز التهليل والدعاء والصراخ والكتابة وأغلبها من وراء الحواسيب ... وحدهم الفلسطينيون ... وحدهم الغزيون ... صمدوا وقاوموا وضربوا أروع الأمثلة في التاريخ ... وحدهم يقودون المعركة ... وعلى كل الجبهات ... ومنها جبهة التخذل العربي الإسلامي ... لقد صححوا لنا تاريخهم الذي عمل الكثيرون على تشويهه ... لم يتخلوا على المقاومة في تاريخهم ولم يتخلوا عن الصمود والمرابطة ... ولكنهم خذلوا وخدعوا وبيعوا وتآمروا عليهم وتاجروا بقضيتهم ... وكل تلك الخيانات كانت ولا زالت أقسى وآلم من ضربات العدو وإجرامه وجرائم الإبادة التي ارتكبها ويرتكبها .... ولا عجب في ذلك فمكر المنافقين أسوء من تخطيط الكافرين ... والطابور الخامس أشد فتكا من العدو المواجه ....

كتبت مبكرا أن أسوء سيناريو يمكن أن يحصل للمقاومة هو أن يعمل الكيان ومن وراءه على تسليم المقاومة إلى الدول العربية ... وهذا ما يحصل بشكل أو بآخر ...

لكأنني أرى قيادة المقاومة توشك أن تتجرع السم يوميا ألف مرة ... السم الذي يسقيها إياه نظم التخاذل والعمالة ... وهي لا تستطيع أن تصرخ ... فقط تعاند وتصبر وتتصبر ... ولا تتجرعه ... وليس لها إلا الله ... ثم شعبها المرابط ....

تاريخ النشر 2025/12/7