search

منسق إئتلاف صمود في حواره مع عامر عياد ... موقف متزن ورؤية عملية

بداية .. جزيل الشكر للإعلامي المتميز المثابر عامر عياد، ولـقناة الزيتونة صوت الحرية والكرامة ...

مرة أخرى أجد نفسي امام خطاب واضح ومسؤول ... السيد حسام الحامي منسق إئتلاف صمود قدم لنا رؤية مسؤولة وواثقة ومبشرة ... ليس من جهة استعداده ودعوته لتوحيد الساحة السياسية والمدنية بدون إقصاء، وإنما أيضا من جهة تقديمه لمقترحات عملية ومقاربات مضمونية، تتجاوز العمل على توحيد النضالات وإسقاط الانقلاب، وإنما توفر شروط وحدة قابلة للاستدامة وموفرة لشروط الاستمرار بعد تغيير النظام، وتوفير قاعدة تقف عليها الحياة السياسية من أجل إدارة البلد في إطار من الاستقرار الممتد زمنيا، بحيث يمكن في إطاره تحقيق الاصلاحات وبناء منوال تنموي تخرج به البلد من الوضع الذي تردت فيه وخاصة منذ سنة 2021.

أول ما لفت انتباهي ان السيد حسام وعلى عكس بعض الاطراف السياسية الأخرى يدعو إلى بناء الوحدة من الآن على قاعدة عقد وطني يتجنب الصياغات العامة والينبغيات، وإنما وفق اتفاقات دقيقة تحدد ملامح البديل المستقبلي في القضايا التي تهم الحكم ...

وهي نقطة كتبت فيها أكثر من نص، ويسعدني ان هناك من يتبنى هو أيضا هذه الفكرة ...

تركيز الاستاذ حسام على مسألة التفكير من الآن، واجتراح الحلول والبدائل في المسائل المركزية وتوفير قاعدة إجماع حولها من الآن مسألة في غاية الأهمية.

أعجبني أيضا حرص إئتلاف صمود على توفير أكبر قاعدة ممكنة لجبهة المعارضة، وعدم الاقتصار على بعض الاطراف، وكذلك عدم ترك الساحة موزعة على "تجمعات" محدودة لكيانات كما هي الآن.

أعجبني أيضا الروح المعنوية التي ينطلق منها السيد حسام، فهو على عكس كثيرين من المعارضة يرى ان الشعب التونسي وقواه الحية من أحزاب وجمعيات ومنظمات لم تستسلم للانقلاب وواجهته وبقيت صامدة، بل إن ضغطها يتطور، وانها أدركت اهمية وحدتها وهو ما نلاحظ استعادتها المتدرجة.

أعجبتني أريحيته وتقديمه النقد الذاتي لتجربة إئتلاف صمود وموقفه من الانقلاب .

أعجبني هدوؤه وحرصه الواضح على التجاوز وعدم نكء الجراح، وهذا سلوك محمود أرجو ان يسلكه الجميع ....

أكتب رأيي هذا، وأنا تقريبا أعتمد اعتمادا شبه كامل على الحوار ... فليس لي معرفة دقيقة بالسيد حسام وبائتلاف صمود ... وكل ما أحمله هو قراءة بعض بياناته ... وقد كان لي قبل الانقلاب صداقة افتراضية مع أحد رموز الائتلاف ( غاب عني الآن اسمه) يعلق على منشوراتي، ونتبادل وجهات النظر لكنه اختفى، وربما يكون قد حضرني لموقفي من الانقلاب ... لكنني أشهد ان حوارنا كان محترما وراقيا ....

أكرر ... تونس بخير ... وشعبها بخير ونخبتها بخير ... وإنما يحكم على الأصل وليس على الإستثناء ... وتونس غلب خيرها شرها في ما مضى ... وسيغلب مستقبلا بإذن الله ...

تاريخ أول نشر 2025/12/7