search

نهايات السياسة الحزينة.. في أمريكا ... وفي تونس.

في أمريكا موجة هوجاء "مضادة للسياسة" يقودها تحالف رجال أعمال يضم "ترامب وماسك وراماسوامي" تهدد بتقويض كل ثوابت الدولة فكرة وممارسة كما استقرت هناك وفي العالم منذ قرنين على الأقل.

ربما نكون أمام ذروة من ذرى التاريخ. ترامب شكّل تحالف حكم "لا إنساني" يمثّل رجال أعمال مسلّحين بالتكنولوجيا الرقمية المتقدمة، وبالمال، وبروح المغامرة المجنونة، وبحب مراكمة الثروات الخيالية، وبالنذالة، فهم مجرّدون تماما من الأفكار الأخلاقية الإنسانية الدنيا التي راكمتها البشرية منذ نشأتها من خلال الأعراف والأديان والفلسفات والقوانين.

شخصيا استغربت كأغلب المتابعين من التصريحات العجيبة لترامب حول غزة، حين أعلن خطة "تمليك"ها إلى أمريكا وتحويلها إلى منتجع سياحي ساحلي عالمي يديرها هو كشركة من شركاته أو كأنها عقار من العقارات التي يضارب فيها. لم يستعمل مصطلحا سياسيا تقليديا من نوع احتلال أو إلحاق أو غزو، بل استعمل لغة اقتصادية منزوعة السياسة.

ثم زال استغرابي وأنا أتابع منذ أيام خطة ترامب وعصابته لتحويل أمريكا نفسها إلى "شركة اقتصادية". فقد راسلت وزارة ماسك مليونيْ موظف يعملون في وكالات تابعة للحكومة الفيدرالية(من ضمنها وكالة المخابرات المركزية) يطلب منهم تقديم استقالتهم جميعا طوعيا في أجل ينتهي أمس (قبل أن يقع التمديد إلى يوم الاثنين بقرار من القضاء) ضمن خطة تسريح جماعي مجنونة.

خطة ترامب تهدف إلى التخلص من كل "السياسيين" أو ما يسميه هو "الدولة العميقة" التي أفشلت محاولته الانقلابية في جانفي 2021 ليتمكن من تحويل كل أمريكا إلى شركة اقتصادية رابحة غير معنية مطلقا بمصير البشرية وكوكب الأرض.

تعليق أول : نحن أمام انتصار تاريخي رهيب لتحالف تاريخي نوعي بين رأس المال المعادي للفكر والصهيونية المعادية للإنسان. تحالف بدأ في التشكّل مع صعود الاستعمار الغربي التقليدي منذ أواخر القرن التاسع عشر، وها هو ينتهي بالهيمنة على القرار السياسي لأعظم قوة عسكرية في العالم.. ليمتلك كل شروط تغيير وجه العالم ووجهة التاريخ.

تعليق ثانٍ: سبحان الله...

هناك.. "سلوك(لا فكر) سياسي عالمي جديد"،

وهنا.. "فكر سياسي إنساني جديد".

تاريخ أول نشر 2025/2/7