search

هنيئا لك حسن القبول

من علامات القبول ان تبتلى وأنت في موضع يرضاه الله لك ... لماذا تبتلى وأنت محل رضاه إذن ؟ لأنه يريد ان يصل بك إلى مقام الرضا المتبادل : رضي الله عنهم ورضوا عنه .

من علامات القبول   ان تبتلى وأنت تدافع عن حق الناس في الحرية والكرامة .

من علامات القبول   ان تبتلى و يكون الساخطون عليك والشامتون بك، ممن يشهد القاصي والداني انهم كانوا وما زالوا اعوان كل ظالم، وتبع كل جبار، وعبيد كل مستعمر .

من علامات القبول   ان ينتصر لك الاحرار، وان يقف معك الذين لم يستبدلوا حب الوطن بخسة الاستخذاء لكل من ينهبه، ويبيع كرامته لكل شار ولو بشسع نعل.

من علامات القبول   ان يفتح لك باب حسن الخاتمة وأنت تساق مظلوما لا ظالما، مستمسكا بمذهب ابن آدم الأول : لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك .

من علامات القبول   ان تظلم في أفضل شهر، وفي أفضل أيام أفضل شهر، وفي ليلة لعلها ليلة خيرا من الف شهر.

من علامات القبول   أن ترى عدوك يعصي الله فيك، وكلما خوطب بلسان العقل والحكمة واجه مخاطبيه بلسان الصلف والمكابرة ... تتخفف موازينه في الدنيا والآخرة، و تثقل موازينك في الدنيا والآخرة.

من علامات القبول   ان تكون في كوكبة الصالحين والمجاهدين والمصلحين على مر تاريخنا الاسلامي بل وتاريخ العالم ... لا بل وتاريخ كثير من الانبياء والرسل ... ووجهوا بكل انكار، ومورس ضدهم اشد العذاب ... ولم يلقوا في زمنهم ما يستحقون من الاحتفاء والاعتراف ... لكنهم بعد ذلك صاروا أئمة الهدى، ومنارات طريق الحق والعدل والحرية .... لم يبال الناس بأخطائهم، ولم يقفوا عندها كما وقفوا أمام جهادهم وحكمتهم وفكرهم ... اتخذوهم اولياء ولسان حق وصدق ...

من علامات القبول  ان تظلم وأنت تنظر إليهم من عل، مرفوع الهامة محفوظ الكرامة. ومن علامة القبول، ان يتطاول عليك السفلة ومنعدمو الضمير، وكارهو دينك وامتك وكل خير وصلاح ...

من يعرفك يعرف صلابتك وعلو همتك وبعد نظرك وسعة موازينك .... يعرف انك لا تفكر للحظة، ولا تشتغل على جيل .... يعرف انك لا تحصر نفسك في حركتك ولا في موطنك ولا في وطنك ... يعرف انك تحمل هم الاسلام العظيم ... وهم أمة عظيمة كتبت في التاريخ صفحات بيض ناصعة، وتريد أن يكون لك إسهام في صفحاتها الناصعة الآتية لا محالة ...

من يعرفك يعرف انك اكبر من جهالتهم واكبر من غرورهم واكبر من ضعتهم ....

من يعرفك يعرف ان عشقك للحرية لا حدود له، وانك وضعتها في محور اهتمام الاسلاميبن بما لم يضعها سابقوك، وبان كبار العلماء والمفكربن الاسلاميبن كانوا عالة عليك في ذلك ...

من يعرفك يعرف ان اخطاءك - وأنت بشر ومن طين وماء - لا تزن جناح بعوضة امام جهادك وبلائك ....

نقدت طريقة إدارتك للحركة، وأسلوبك في العمل السياسي، وبعض قراراتك ومواقفك، وحتى بعض مناحي رؤاك الفكرية، قبل أن تتناوشك أقلام كثيرة، بعضها عمره أصغر من عمر نقدي لك، وبعضها كان يشمئز من نقدي أو يتحامل علي ... لكنني أبدا لم أشك في جهادك، ولم أحط من قدرك، ولم أنكر أبوتك الفكرية والحركية والسياسية ... وبقدر ما كان نقدي أحيانا حادا، بقدر ما كان تقديري وإكباري دائما قائما لا يتزعزع ....

هنيئا لك ما انت فيه ... لن نطلب منك الصبر فأنت تعلم الصبر معنى الصبر ... ولن نطلب منك اليقين في الله فأنت بمنزلة من اليقين في الله نغبطك عليها ... ولن نطلب منك الحكمة وفصل الخطاب في ساعات الشدة، فما أنت عليه من الهدوء النفسي وراحة الضمير والرضا بقدر الله يجعلنا نخجل ان نتوجه لك بذلك ...

لكننا ندعو لك بكل ما يدعو به المؤمن لأخيه بظهر الغيب بالثبات على ما أنت عليه من الحق وباليقين في الله والرضا بقضائه وقدره ...

تاريخ أول نشر 20\4\2023