search

والاستبدال ... سنة من سنن الله ...

كنت ولا زلت ممن يعتبرون العامل الداخلي حجر الأساس في التغيير ... وقد تعبأنا مبكرا بالتوجيه القرآني : " إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ " ... "ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" .... " أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَـٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ" .... كما تعمقت قناعتنا بذلك بمقولة مالك بن نبي: "القابلية للاستعمار" ... فالقوة وعدة النصر تنشأ في النفوس أفرادا ومجموعات وشعوبا وتترجم عدة تنظيمية ومادية ... والضعف والهزيمة تنشأ في النفوس أفرادا ومجموعات وشعوبا وتترجم تفككا وترهلا علائقيا وتنظيميا و لا تنفع معها الترسانات المادية ....

والتاريخ عندي كما كتبت يوما هو تاريخ المستضعفين الذين تصغر أمام قوة نفوسهم الجيوش الجرارة .... والعدو لا يتمكن منك الا متى استطاع التمكن من ارادتك وعزيمتك أو إذا مكنته أنت من ذلك فحطمت عناصر قوتك بتفتيت لحمتك وتصرم غزلك وسداك ...

ذلك هو التاريخ .... وتلك هي دروسه ... القلاع تفتح من داخلها قبل أن تتكسر أبوابها من الخارج .... تفتح بالخيانات وتفتح بتصرم الغزل ... وتفتح بالاستبداد ... وتفتح بمنطق الغنيمة والاثرة .... وبكل ما يجعل النفوس صغيرة متضائلة أمام شموخ الامس القوي اللاحب .... تكبر مطامع الدنيا وتصغر مكارم الاخلاق .... تكبر شهوة الملك والجاه وتصغر قيم العدل والشورى والتعاون على الخير والصلاح .... ويران على القلوب ما يجعلها تفقد البصر والبصيرة ... ولا تنتبه الا وهي خائرة القوى فاقدة للعزيمة ... تشاهد جحافل عدوها تتقدم في طريق مفتوحة وهي لا تكاد تصدق ...

هل يحتاج الامر تفكيرا طويلا وحوارا صاخبا ونقاشا حادا وتناظرا لا ينتهي ؟؟؟

الامر لايحتاج ذلك بالتأكيد ... ولكن العزائم الخائرة لن تقدر على النهوض السريع .... وقد لا تنهض ابدا .... "ويستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم "

تاريخ أول نشر 2021/8/18