search

وضع العالم الآن.. ونحن

مجموعة من المرضى الصهاينة المنحرفين العنصريين النازيين الإباديّين نجحوا في إقامة كيان عسكري احتلالي في فلسطين باسم خرافة دينية موغلة في الدموية تؤمن بتفوّق عرقي أسطوري وامتياز إلهي وهمي عن سائر الإنسانية، وتمثّل نموذجا مثاليا لهيمنة الشعوذة والتخلف واللاعقل، هذه المجموعة الصغيرة تتحكّم الآن في مستقبل الإنسانية كلها.

مجموعة منحرفة تمتلك ولعلها تحتكر كل أدوات القوة والهيمنة: التكنولوجيا والمال. كل اقتصاد العالم وسياسته مرتَهنان لدى شبكة من البنوك والمؤسسات والشركات تتحكم فيها هذه المجموعة/الاوليغارشيا السياسية الصهيونية.

وضع مأساوي سريالي لم تمرّ به البشرية عبر تاريخها حتى أنه لا يقارن مطلقا بزمن الامبراطوريات الاستعمارية القديمة التي كانت متعددة ومتنافسة.

لكن.. هل هذا الاحتلال الصهيوني للعالم قدَرٌ تاريخي لا تستطيع البشرية التحرر منه؟

طبعا تستطيع، بل يجب عليها مقاومته بكل الطرق..، وقد شرعت في ذلك. حالة الوعي بلاإنسانية النموذج الصهيوني/الأمريكي وتوحشه وبشاعته الأخلاقية تنتشر وتتوسع داخل كل مجتمعات العالم. حالة الفزع والرعب من حجم الإجرام الذي يمارسه "الاحتلال الصهيوأمريكي للعالم" في غزة يجب أن تتحول إلى فعل نضالي كوني ضد هذا الاحتلال. وقوافل كسر الحصار عن غزة هي طلائع هذا الفعل الشريف الذي يجب دعمه وحمايته وعدم الالتفات إلى نقائصه مهما كانت، لأنها أقل من أن تمسّ من قداسة محاولة كسر الحصار عن مجتمع يباد.

طبعا ما زالت العصابة الصهيوأمريكية تستطيع محاصرة كل محاولات التحرر من احتلالها للعالم. ما زالت تهيمن سياسيا وعسكريا على حكومات كثيرة في العالم، وما زالت تستطيع تحويل بلدان بكاملها إلى رماد، وما زالت تمتلك أجهزة الكذب والتضليل والتعتيم والتشويه والتشويش ما يمكّنها من إغراق مجتمعاتنا في معارك داخلية عبثية مبرمجة تنزف فيها قدراتها ووعيها!

لذلك.. مقياس الإنسانية والعقل و"الوطنية" عندي، تونسيّا، بسيط جدا:

كل فعل يسهم في تحرير إرادة الإنسان/المواطن ووعيه بما يجعله ينخرط في هذه المعركة الكونية هو فعل إنساني وعاقل ووطني.

وكل فعل يصادر حرية الإنسان/المواطن ويمسّ من كرامته وحقوقه، باسم شعبوية رثة وجاهلة تشوّه فكرة حقوق الإنسان والديمقراطية والحرية، أو وطنية شعاراتية استعراضية كاذبة، هو اصطفاف موضوعي مع العصابة التي تحكم العالم وترتكب الإبادة الآن.

تستطيع أن تسب الكيان بأقذر عبارات السب، ولكنك موضوعيا لست إلا خادما لمشروعه.

تاريخ أول نشر 2025/9/17